إذا وٌجدت الإرادة، وٌجد الطريق إلى النجاح. شعار يمكن اتخاذه عنوانا لقصة نجاح هيلين كيلر؛ التي أصيبت وهي صغيرة بحمى القرموزية (تصنف بمرض التهاب الرأس) مما أدى إلى فقدانها السمع والبصر. لكنها نجحت بإرادتها في تغيير حياتها؛ إذ قدمت للعالم مثالا على أن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الفكر وليست إعاقة الجسد. واجهت هيلين كيلر تحديات كبيرة منذ صغرها؛ لتصبح أشهر كاتبة أمريكية، هيا نستكشف معا كيف كانت رحلتها

ولدت هيلين كيلر في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1889 وبعد 19 شهرًا من مولدها، أصيبت بحمَّى شديدة أسفرت عن فقدانها السمع والبصر. وعندما بلغت سن السابعة قرر والداها إيجاد معلم خاص لها لتتمكن من التواصل مع العالم الخارجي. وقد أظهرت الطفلة هيلين شغفا كبيرا وإقبالا على طلب العلم . كان طموح هيلين يدفعها لمزيد من التعلم، فنجحت عبر لغة برايل في إتقان القراءة بأربع لغات: الفرنسية، اللاتينية، الإنجليزية واليونانية إلى جانب شغفها بالجغرافيا وعلم النباتات. ثم التحقت بمعهد كامبردج للفتيات، حيث درست الآداب والعلوم والفلسفة والنحو، فكان صعبا عليها في البداية استيعاب ما تدرسه، لكن بمساعدة معلمتها آن سوليفان، استطاعت أن تتخرج من الجامعة في سن الرابعة والعشرين، بدرجة الدكتوراة في العلوم والفلسفة. ولم تكتف هيلين بهذا بل طورت مهاراتها لتتعلم السباحة، وتفصيل الملابس، ومهارات عديدة أخرى

بدأت عقب تخرجها في تنظيم حملات لجمع تبرعات لمساعدة المكفوفين حول العالم، فذاع صيتها حتى أصبح يُطلب منها إلقاء المحاضرات بمجالس عالمية. وهكذا أصبحت هيلين كيلر، واحدة من أشهر الكاتبات، إذ ألفت 18 كتابًا من بينها: “الحب والسلام”، و“أضواء في ظلامي”، و“الخروج من الظلام”، وغيرها من الكتب، كما تُرجمت كُتبها إلى 50 لغة، وحاضرت في عشرات الجامعات حول العالم بـ4 لغات: الفرنسية والألمانية، واليونانية، واللاتينية، وجنت ثروة كبيرة، بفضل عزيمتها وإيمانها

 أنشطة هيلين السياسيّة

أسهمت هذه الكاتبة الطموحة في كثير من الأمور، أهمها

تأسيس منظمة هيلين كيلر الدولية، وذلك سنة 1915  وكانت المنظمة مختصّة في الأبحاث الخاصّة بالصحة، وحاسّة البصر، والتغذية.

كانت صاحبة الفكر الاشتراكي الراديكالي الذي يؤيّد تحديد النسل

ساهمت في تأسيس الاتّحاد الأمريكي للحريّة المدنيّة، سنة 1920

كانت محامية للأشخاص ذوي الإعاقة

كانت من دعاة السلام في العالم

نادت بحق المرأة في الاقتراع

صارت شخصية مميزة لدى الشعب الياباني

قامت بالسفر إلى كثير من البلدان والدول الغربيّة، حيث التقت بكثير من الوزراء والرؤساء

كونت صداقات مع كثير من الشخصيات المشهورة في مجال الفنّ والاختراع، مثل تشارلي شابلن، والكساندر غراهام بيل

“من أشهر أقوالها: “عندما يُغلق بابُ للسعادة، يُفتح آخر، لكن البعض منا يُصر على الوقوف أمام الباب المُغلق، دون محاولة البحث عن باب آخر

توفيت هيلين كيلر في سنة 1968، بعد أن عاشت حياة حافلة بالعمل والأمل؛ لتؤكد أن “المعوق” ليس مَنْ فقد أطرافه أو حواسه؛ بل من يفتقد الطموح، فقد نجحت بإرادتها ودعم معلميها في بلوغ المنزلة التي تاقت إلى تحقيقها؛ لتستحق عن جدارة لقب: قاهرة الإعاقة

إذا وٌجدت الإرادة … وٌجد النجاح

Vous pourrez aussi aimer

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *